الأحد، 2 يناير 2011

مقر الأمم المتحدة بجنيف قلق بشده من التعذيب الأمني باليمن

 في غياب الحكومة
مقرر الأمم المتحدة بجنيف قلق بشده من التعذيب الأمني باليمن

الإثنين 09 نوفمبر-تشرين الثاني 2009 الساعة 04 مساءً / جنيف –مأرب برس-خاص

أبدى مقرر الأمم المتحدة الخاص بالتعذيب استغرابه الشديد من عدم مشاركة الجمهورية اليمنية في اجتماعات مجلس حقوق الإنسان المتعلقة بالتعذيب أو توجيهها رسالة رسمية للمجلس تعتذر فيها عن الحضور وتوضح الأسباب القاهرة التي حالت دون ذلك.
 وإذ أكد على أن ذلك يعد سابقة تتكرر للمرة الثانية في تاريخ المجلس، فقد أبدى قلقه الشديد بخصوص حالة التعذيب والممارسات المسيئة والحاطة بالكرامة الإنسانية في اليمن، وخصوصاً في السجون التابعة لجهازي الأمن السياسي والأمن القومي وفي سجون المحافظات، علاوة على السجن الحربي.
 وشدد في تعليقاته أثناء مشاركته في أعمال دورة مجلس حقوق الانسان بجنيف الخاصة بمناقشة الدول لمدى تنفيذها لاتفاقية مناهضة التعذيب التي ابتدأت يوم 2 نوفمبر 2009 م، على ضرورة فتح مراكز التحقيق والاعتقال أمام المنظمات الحقوقية ووسائل الأعلام، وعلى ضرورة قيام الحكومة بالتحقيق الفوري والشفاف في الشكاوي المتعلقة بوقائع التعذيب.
معرباً في كلمته بأعمال الدورة التي شاركت فيها عددا من منظمات المجتمع المدني اليمني بالشراكة مع الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان- عن قلقه من التقارير الواردة عن الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان على خلفية حرب صعدة والاحتجاجات في جنوب اليمن،مبديا قلقة الشديد على مصير الصحفي والناشط السياسي محمد المقالح المختفي قسرياً منذ 17 سبتمبر، إضافة إلى صلاح السقلدي وفؤاد راشد ووليد شرف الدين ومعمر العبدلي وعلى السقاف.
مؤكداً على ضرورة كشف مصير المخفيين قسرياً وإطلاق المحتجزين تعسفياً ومحاسبة الجهات القائمة على هذه الانتهاكات. كما حث المقرر الاممي الحكومة اليمنية المصادقة على البرتوكول الاختياري الملحق باتفاقية مناهضة التعذيب.
وشارك وفد من ممثلي منظمات المجتمع المدني في الدورة التي غابت عنها اليمن وممثليها، وللمرة الثالثة، و استمرت ثلاثة أيام في جينيف. وأشار بلاغ عن الممثلين أن الوفد الحقوقي اليمني المشارك تضمن منتدى الشقائق ومنظمة هود ومنظمة التغيير، وجرى عرض ومناقشة تقرير الظل الوطني حول حالة التعذيب في اليمن الذي تم إعداده بمبادرة من منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان وبمشاركة عدد من المنظمات أمام المجلس الاممي.
وقدم كل من وعبدالكريم الخيواني ومحمد ناجي علاو ماجد المذحجي مداخلات شفوية استعرضت حالة التعذيب في اليمن والانتهاكات الحاصلة لحقوق الإنسان على ذمة حرب صعدة والحراك في الجنوب، علاوة على الاعتداءات على النشطاء السياسيين والعودة الكثيفة لظاهرة الإخفاء القسري والاحتجازي التعسفي التي طالت نشطاء حقوق الإنسان والصحفيين.
والتقى الوفد الحقوقي اليمني في جنيف بعدد من المقررين الخاصين لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، منهم المقرر الخاص بحرية الرأي والتعبير، والمقرر الخاص بالمدافعين عن حقوق الإنسان، والمقرر الخاص بالتعذيب، والفريق العامل حول الاعتقال التعسفي. كما التقى على هامش لقاءاته بسفير مملكة اسبانيا الذي سترأس بلاده الاتحاد الأوروبي في الفترة القادمة بعد انتهاء ولاية السويد، علاوة على الالتقاء بممثلي كل من حكومة فنلندا المسئولة عن ملف اليمن ضمن الاتحاد الأوروبي وممثلي كل من المملكة المتحدة وفرنسا، حيث تم استعراض أوضاع حقوق الإنسان في اليمن وتداعيات حرب صعدة والحراك في الجنوب عليها، وتم نقاش المساهمة الأوروبية في تعزيز حقوق الإنسان في اليمن وما يفترض أن تقوم به بخصوص تقديم المساعدات لتحسين أوضاع اللاجئين في صعدة، حيث حث الوفد الحقوقي اليمني الاتحاد الأوروبي على لعب دور أكثر فعالية في تقديم المساعدات وحث أطراف النزاع في صعدة على الالتزام بالمعايير الدولية الخاصة بوضع المدنيين في مناطق القتال وحقوق الإنسان عامةً.
العنف ضد الأطفال من منظور ثقافي


ورقة عمل يقدمها نبيل أحمد الخضر - مسئول العلاقات العامة والإعلام - مؤسسة إبحار للطفولة والإبداع - عضو الشبكة الوطنية لمناهضة استغلال الأطفال


تقديم


أتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم في إنجاح هذا المؤتمر الخاص بمناهضة العنف ضد الأطفال والذي أعتقد أن سيعمل وبشكل جاد على رفع مستوى الوعي بخطورة العنف الموجة ضد الأطفال وكذا سيعمل وبشكل جاد على رفع القدرات المؤسسية والحكومية في هذا المجال عبر الخبرات التي سيتم تشاركها داخل ذا المؤتمر وكذا المعلومات التي يتم تداولها بين المتقدمين في هذا المجال واللذين ما يزالون في أول الطريق .


وأخص بالشكر هنا إدارة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة ممثلة بالدكتورة / نفيسة الجائفى وكذا منسقة الشبكة الوطنية لمناهضة العنف ضد الأطفال الأستاذة / عبير مطلق والشكر موصول لكل أعضاء الشبكة الوطنية لمناهضة العنف ضد الأطفال من مؤسسات مجتمع مدني محلية ومانحين وحكومة .


محتويات الورقة


1. مقدمة


2. مفاهيم


1-2مفهوم الثقافة


2-2 مفهوم العنف


3-2 مفهوم الطفولة


3- العنف ضد الأطفال في اليمن


1-3 أنماط العنف الموجة ضد الأطفال في اليمن


2-3 التكريس الثقافي للعنف ضد الأطفال في اليمن


3-3 دور الشركاء في مناهضة العنف ضد الأطفال في اليمن


4- كيف ناقشت الدراسات والتقارير الدولية العنف الموجة ضد الأطفال


1-4 نسخة من التقرير الخاص باليمن في الدراسة المتعلقة بالمبادرة العالمية لإنهاء كافة أشكال العقاب الجسدي ضد الأطفال – التقرير الخاص بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا –القاهرة –مصر – 2005م - ملحق رقم (1)


2-4- نسخة من الفصل الثالث من التقرير العالمي عن العنف والصحة المتعلقة ب "انتهاك الأطفال من قبل الآباء ومقدمي الرعاية الساخرون لهم ملحق رقم (2)


المقدمة :-


ها هم الأطفال ينقسمون إلى عدة شرائح تتطلب كل شريحة منها الدعم والعناية والمعاملة الحسنة والبناءة .


والأطفال في كافة شرائحهم المختلفة غالبا ما يتعرضون للعنف الذي يتعدى كونه معاملة سيئة يلفها الصمت المجتمعي إلى ثقافة مجتمعية يكرسها سؤ الفهم للتشريعات السماوية من جهه .. وارتباط مجتمعي وثيق بالعادات والتقاليد .


وينقسم الأطفال الآن ومع التقسيمات الجديدة والتي لم تكن موجودة ربما منذ قرن مضى إلى أطفال الشوارع والأطفال الأحداث والمتسولين بالإضافة إلى الأطفال الذين جاء ذكرهم في الديانات السماوية وهم الأيتام .


وظهرت العديد من القضايا المتعلقة بالأطفال وخصوصا مع نشؤ المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة .


وقد أصبحت هناك قضايا مهمة بتداولها الإعلام العالمي والتي تخص الأطفال والتي من الممكن أن نذكر منها العنف ضد الأطفال واستغلال الأطفال وعمالة الأطفال ...الخ .


ومما يكرس للعنف كقضية مهمة أو كقضية القضايا أنها هي القضية الوحيدة ربما التي لا تحتاج كثيرا إلى بيانات كمية للعنف على اعتبار أن العديد من قضايا الأطفال يستطيع الباحث أو الناشط التعامل معها بمجموعه من البيانات الإحصائية آو الكمية التي تعطى صورة دقيقة مثلا عن عدد الأحداث في السجون .. أو على سبيل المثال صورة دقيقة عن الأطفال في الشوارع على اعتبار أن هذه الظواهر يمكن تحديدها بدقة وبالتالي يمكن وضع برامج لها تقلص من هذه المشكلة أو تلك وذلك بخلاف قضية مثل قضية العنف ضد الأطفال .


ومما يميز قضية العنف ضد الأطفال هي إنها تناقش مفهوم أكثر من مناقشتها لبيانات إحصائية أو كمية فأطفال الشوارع يتعرضون للعنف وأساسا وجودهم في الشارع بعيدا عن المدرسة وأجواء الرعاية والنمو الصحيح يعتبر شكلا من أشكال العنف وكذا الأمر بالنسبة للأحداث فاتجاههم للانحراف في الغالب يكون بسبب العنف و أساليب العقاب التي يتعرضون لها أيضا تعتبر عنف وخصوصا إذا ما أخذنا نزوع بعض الدول إلى عقاب من هم دون الثامنة عشرة بعقوبات اقر العالم بأكمله بعد جواز وقوعها على الصغار بأي شكل من الأشكال وكذا الأمر بالنسبة للأطفال العاملين وهم اللذين فقدوا طفولتهم وعاشوا ضمن آلة طاحنة تطحن طفولتهم في سبيل أن تظل هي متحركة وتعمل فعملهم يعتبر عنف بشكل من الأشكال وتركهم للتعليم وأجواء النمو الصحيح يعتبر وبشدة شكلا من أشكال العنف .


ولأجل ذلك قلنا أن قضية العنف ضد الأطفال هي قضية القضايا وهى التي يصب بداخلها مجمل قضايا الطفولة فهي كما تحدثنا سابقا قضية مفهوميه يمكن علاجها عبر معرفة جوانبها المختلفة وخصوصا من الجانب الثقافي الذي سيكون محور اهتمامنا في هذه الورقة وكذا من ناحية تكريسها ضمن ثقافة الشارع وسلوكه ونشاطاته .


ومن هنا تأتى ورقة العمل هذه لتناقش قضية العنف ضد الأطفال من منظور ثقافي عبر معرفة ماهية الثقافة وماهية العنف وكيف يمكن التعامل مع هذه القضية من كل جوانبها


مفاهيم :-


أولا :- مفهوم الثقافة:-


توصف الثقافة في علم الانثروبولوجيا بأنها " ذلك الكل المركب المتكون من القيم والمعايير والأعراف والعادات والتقاليد والمعتقدات والشرائع والفنون والآداب والوسائل المستخدمة في الحياة ليومية في أي مجتمع من المجتمعات "


ثانيا :- مفهوم العنف :-


عرفت الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل العنف الموجة ضد الأطفال ب:-" كافة أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو العقلية أو الإهمال أو المعاملة المنطوية على إهمال أو إساءة المعاملة أو الاستغلال بما في ذلك الإساءة الجنسية "


وقد عرفت منظمة الصحة العالمية العنف في تقريرها العالمي حول لعنف والصحة بـ" هو الاستخدام المتعمد للقوة و الطاقة البدنية المهدد بها أو الفعلية ضد أي طفل من قبل أي فرد أو جماعه تؤدى إلى أو من المرجح للغاية أن تؤدى إلى ضرر فعلى أو محتمل لصحة الطفل أو بقاؤه على قيد الحياة أو نموه أو كرامته "


كما أن للعنف تعريفات أكثر في العديد من الأدبيات المعاصرة والتي حاولت أن تكشف عن مفهوم العنف من جوانب مختلفة ومن هذه التعاريف أيضا تعريف العنف بأنة " استخدام وسائل إكراهية لتحقيق الأهداف " وكذا هو " القوة الجسدية التي تستخدم للإيذاء أو الإضرار " وكذا يتم تعريف العنف على أنة " عدوان متطرف يهدف إلى إحداث ضرر بالغ أو تحطيم للأشخاص أو الأشياء أو التنظيمات "


ومن التعريفات المهمة للعنف أنة " نشاط تخريبي يقوم به الفرد لإلحاق الضرر والأذى المادي أو الجسدي أو المعنوي كالسخرية أو الاستخفاف "


وهو أي العنف " سلوك أو فعل يتسم بالعدوانية يصدر عن طرف فردا كان أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة بهدف استغلال وإخضاع طرف أخر في إطار علاقة قوة غير متكافئة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا مما يتسبب في إحداث أضرار مادية أو معنوية أو نفسية لفرد أو جماعه أو طبقة اجتماعية أو دولة أخرى" .


ثالثا :- مفهوم الطفولة :-


عرفت الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل أن الطفل " كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة ما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المنطبق علية ".


وعرفت القوانين اليمنية وبالأخص القانون رقم ( 45 ) لسنة 2002م بشأن حقوق الطفل أن الطفل " هو كل من بلغ السابعة عشرة من العمر ولم يبلغ سن الرشد" .


العنف ضد الأطفال في اليمن :-


نستطيع القول أن العنف ضد الأطفال في اليمن منتشر وبشدة في أشكال منه وغير منتشر من في الأشكال الأخرى إلا من جانب غير منظور ولا يحتمل كونه ظاهرة مجتمعية وينطبق هذا على نوع العنف ضد الأطفال إذا كان عنف لفظي أو عنف جسدي أو عنف جنسي .


العنف اللفظي في اليمن :-


اليمن دولة إسلامية وفى الغالب لا يوجد هناك تكريس للعنف اللفظي ضد الأطفال ونقصد هنا العنف اللفظي بشكل عام الذي يحتوى على ألفاظ جارحة أو الداخلة في إطار القذف وكذا الأمر بالنسبة للألقاب والتي تدخل في حال كونها ألقابا سلبية ضمن العنف الموجة ضد الأطفال إلا أنه في الغالب يكون اللقب هنا إيجابيا ويأتي على سبيل المزاح أو التحبب .


والعنف اللفظي هنا في اليمن لا يحدث في الغالب داخل نطاق الأسرة بقدر ما يمارس في الشارع وخصوصا بين الأقران واللذين يدخلون في عراكات سريعة تتخللها ألفاظ مهينة لبعضهم البعض ولكنها تتميز في الغالب كونها سريعة الاشتعال وسريعة الانطفاء بالنسبة للأطفال فيما بينهم البين .


وهناك ألفاظ تدخل في باب العنف تمارس على الطفل في محيط البيت أو الشارع أو المدرسة من الكبار وتأتى هذه الألفاظ لأسباب ربما تأتى من الطفل نفسه كالعصيان بالنسبة للوالدين أو العراك مع الأطفال الآخرين أو الكبار في محيط الشارع أو التأخير عن الحضور أو العراك مع الأقران في محيط المدرسة .


وتتغير الألفاظ من بيئة إلى أخرى فالألفاظ في البيت تتعلق كما قلنا بالعصيان للوالدين فتكون في الغالب متعلقة بهذا الشأن كنعته بالعاصي .. أو العنيد أو المشاغب أو المتمرد والألفاظ في العموم هي عنف لفظي يكون سابقا للعنف الجسدي ضد الطفل في حال إستمراراة في ما يغضب والدية.


ويحدث العنف اللفظي أيضا عن طريق أو نعت والد الطفل بلفظة جارحة من قبل والدته أو نعت والدة الطفل بلفظة جارحة من قبل الأب ويأتي هذا من قبيل تصفية الحسابات بين الزوج والزوجة بشكل غير مباشر ولكنة يترك أثرا واسعا على الطفل في محيطة الأسرى من جانب عدم إحساسه بالأمان ومن جانب افتقاده لاحترام أبوية مع مرور الزمن من جانب أخر .


أما عن الألفاظ التي تلقى في الشارع أثناء العراك فغالبا ما تكون جارحة جدا وفضائحية " إن صح التعبير " بين الأقران أو بين الأطفال والكبار ويكون هذا على سبيل المزاح أو حتى على سبيل الجدية عند الدخول في عراك لسبب أو لأخر وهذا أيضا يحيط الطفل بآثار ليس أقلها التعلم من الشارع لألفاظ جارحة تدخل في نطاق القذف تظل معه إلى النضوج ويستعملها حتى وهو ناضج ضم نطاق أسرته أو مجتمعه .


أما على نطاق المدرسة فلعنف اللفظي في الغالب يخرج عن كونه ضمن الأسباب السالفة الذكر ولكنة هنا يتعلق بمدى نشاط الطفل وذكائه ومواظبته في الدراسة وفى الغالب ما يتم إهانة الطفل وتوجيه العنف اللفظي له في حالات يكون فيها الطفل مقصرا في أداء واجباته أو غير قادرا على حل بعض المسائل أو لمشاغبته داخل الصف أو لتأخيره عن المدرسة واللفظ هنا يدخل من باب التأنيب ويكون في الغالب كـ"" يا غبي .. يا مشاغب .. يا حمار .. الخ "


في هذا البيئات الثلاث التي تحيط بالطفل وتشكله ليكون رجلا في المستقبل أو امرأة غالبا ما يكون للإساءة اللفظية وقع كبيرا على الطفل وتنشئته ومدى مخزونة الفكري الذي يتحول إلى سلوك مع الأيام ليربى الطفل معه في دائرة ربما أصبحت مغلقة يتوارث فيها الأطفال الألفاظ السيئة والحسنة من المحيط الأسرى والمدرسي ومحيط الشارع ليورثها بدورة للأجيال القادمة .


العنف الجسدي في اليمن :-


يعانى الأطفال في اليمن من العنف الجسدي بشكل كبير وحتى غير مقنن سواء كان التقنين عن طريق الدين أو الشرائع الوضعية وحتى عبر الأعراف .


فالضرب الذي يصيب الأطفال في اليمن لا يحترم على سبيل المثال الدين في نهى الدين عن الضرب المبرح أو الضرب في أماكن معينة كالوجه على سبيل المثال بل أن الفاعل هنا وهو الأب أو الأم فى حال أندمج في تعنيف طفلة عبر التأديب الجسدي " مع التحفظ على مفردة التأديب " يضرب كيفما أتفق وفى أي مكان حتى يفرغ غضبة .


وهذا يشكل خطورة فعلية على للطفل وخصوصا إذا كانت لبعض الضربات في بعض الأماكن نتائج سلبية على الطفل وسلامته الجسدية .


وبالنسبة للشرائع الوضعية فلم يوجد حتى الآن أي تقنين للعنف ضد الأطفال أو حتى تجريمه أو حتى تحديده حتى في حال كونه ذو أثار مدمرة على الطفل .


وبالنسبة للأعراف فالأعراف في الغالب تتيح للوالدين الحق في كل شئ بالنسبة للأطفال وذلك حتى في الضرب المبرح أو التأديب على اعتبار أن الأعراف وخصوصا الأعراف القبيلة اليمنية ما زالت تؤمن وبشكل كامل على أن الولد وما ملك لأبية وهذا يعطى الحق للأب حتى في قتل طفلة من دون أن يعاقب .


وبالنسب للعنف في الشارع وهو هنا عنف الأقران فغالبا ما يدخل كما قلنا سابقا في باب العراك بين الأقران وهو في الغالب يخرج عن كونه جاعلا من الصبي أو الطفلة مفعولا به إلى كونه فاعلا ومفعولا بة ضمن العراك الذي يدخل فيه الأطفال بينهم البين وهذا وإن كان يفرغ شحنات الغضب التي يعانيها الطفل في البيت أو المدرسة إلا أن له أثارا سلبية على الطفل من حيث زرع بذرة العدوانية في تنشئته وكذا إفتقاده لقيمة الحوار السلمية في حياته بمجملها وجعل العنف واحد من أهم الحلول لمشكلاته المعاصرة وهو طفل ومشكلاته حتى عندما يصبح ناضجا .


والعنف في المدرسة يدخل أيضا في باب العنف لأجل التأديب والتنشئة ورغم أن المدرسة تعتبر من أهم البيئات التي يتربى فيها الطفل إلا أن المدارس هنا في اليمن تعتبر محفزة على العنف وعلى تنشئة الطفل ضمن نطاق عنفي عن طريق التأديب العنفى الذي تمارسه المدارس عبر مدرسيها والذي يكون عنفا لفظيا كما ذكرنا أنفا أو عنفا جسديا يدخل في باب العقاب المشروع " كما يقال " وذلك لمصلحة الطفل .


وطبيعي أن العنف لا مشروعية له ولكن العديد من العادات والسلوكيات المجتمعية التي جعلت من هذا العنف الموجة ضد الأطفال ذو مشروعية مجتمعية تأخذ من التنشئة والتأديب والتربية أسباب مشروعيتها .


العنف عبر الإهمال والمعاملة المنطوية على إهمال :-


من هنا نأتي إلى قراءة أوضاع شرائح عدة من الأطفال فالعنف هنا وهو القائم على الإهمال أو المعاملة المنطوية على إهمال يمكن إثباته عبر العديد من شرائح الطفولة ومن ذلك أطفا ل الشارع – الأطفال العاملين - الأحداث -) وكذا عبر قضايا مرتبطة بالطفولة مثل التسرب من التعليم وخصوصا للفتيات حتى نصل إلى التشويه التناسلي والزواج المبكر الذي يكون عنفا ضد الأطفال من الإناث والذي يكون تمهيدا لعنف مدى الحياة ينطوي تحت أسم العنف الموجة ضد المرأة .


إن كل هذه القضايا ترتبط بالعنف بشكل مباشر وقوى فالإهمال في تربية الطفل وتوفير متطلباته الغذائية والصحية والتعليمة والترفيهية هو عنف وعنف مباشر وقوى ضد الطفل .


وكذا الإهمال في احتضان الطفل وحمايته من الشارع والعنف المرتبط بة وقذفه إلى العمل أو إلى الجريمة هو عنف وعنف مباشر ضد الطفل .


ومنذ الولادة غالبا ما يتعرض الطفل للإهمال الذي يمكن تصنيفه كعنف ابتداء من أساليب الاعتناء التقليدية بالطفل وانتهاء بأساليب النظافة والاعتناء بالصحة وليس انتهاء بالحماية من الأمراض الفتاكة عبر التحصين .


فهناك الكثير اللذين لا يحصنون أطفالهم من الأمراض القاتلة وهذا يعتبر عنفا في الأساس سواء كان ناشئ عن تكاسل وتقاعس أو ناشئ عن قيم ومفاهيم عرفية لا تحفز على الحماية الصحية الحديثة للطفل .


وإن إهمال الطفل في الشارع وما قد يتعرض له من إنتهاكات جسيمة جسديا أو جنسيا يعتبر عنفا يضاف إلى العنف المترتب عن الانتهاك نفسه .


ويجب أن تتوفر للطفل أقصى درجات الحماية والرفاة والتنمية لشخصيته وفكرة وعقليته ومواهبه وأي تقصير في جانب من هذه الجوانب أو إهمال يعتبر عنفا .


العنف عبر الانتهاكات الجنسية :-


لا ندعى هنا بأننا بلد محافظ وإسلامي فنحن كذلك فعلا .. ولكن هذا لا يعنى أن نغض الطرف عن قضايا الانتهاكات الجنسية التي تصيب الأطفال في مجتمعاتنا نحن راكنون إلى أن الدين الإسلامي والعرف الاجتماعي قد عمل على خلق مصدات حماية للأطفال قد لا تتوفر لدى المجتمعات الأخرى .


بل بالعكس ففي أجواء السرية والكتمان تنشاء أفظع الظواهر وتقوى لتصبح بعد فترات من النمو غير قادرة على العلاج .


وبديهي أن الانتهاكات الجنسية هنا في اليمن قد تعتبر اقل من مثيلاتها في بعض الدول ولكن هذا لا يعنى انه لم تصل المشكلة إلى حد الظاهرة التي تستوجب العلاج ولكن يجب الإسراع في علاجها قبل أن تستفحل .


والعوامل التي تدفع إلى انتهاك الطفل جسديا في الغالب هي المعاملة بإهمال أو المعاملة المنطوية على إهمال من جانب الآباء والأمهات والأسر بشكل عام وكذا مقدمي الرعاية والحماية للطفل في محيط الأسرة والمدرسة وكذا المؤسسات الرعائية والعقابية لشرائح معينة من الأطفال .


وقد يكون هناك انتهاك وعنف جنسي يصاب به الأطفال من مقدمي الرعاية له وهنا تأتى دور الحكومة وصناعتها للتشريعات التي يجب أن تكون أكثر قوة في العقاب على المنتهكون وكذا يأتي دور مؤسسات المجتمع المدني في الضغط والمناصرة والترويج والتوعية لقضايا الطفولة بعامة وحقوق الطفل بخاصة ومناهضة العنف ضد الأطفال والعنف الجسدي بشكل أخص .


التكريس الثقافي للعنف ضد الأطفال والقبول به


عنف التراث وعنف الحداثة :-


يزخر التراث اليمنى بالعديد من الأمثال الشعبية والمفاهيم والعادات المتوارثة التي تحفز على العنف ضد الأطفال ومما يميز العنف هنا أنة ليس عنفا لغرض العنف نفسه ولكنة بأخذ مشروعيته كنوع من التأديب وأساليب التنشئة المتوارثة من الكبار إلى الأجيال التالية عبر الزمن .


فالعنف الممارس في محيط الأسرة على سبيل المثال يأخذ مشروعيته من قيم أن الوالد هو المالك الوحيد للطفل وأن من حقوقه أن يعمل على تربية طفلة بالطريقة التي يريدها سواء كانت هذه الطريقة عنفيه أم لا . وهذه هي قيم الشارع التي كرسها العرف وأصبحت سلوكيات مجتمعية ذات قوة عجيبة . حتى أنة في الغالب لا يتم حتى عتاب الأب حتى ولو كانت طرق التربية التي يكرسها في التعامل مع أطفاله تدخل في باب العنف الجسيم الذي يصيب الطفل إصابات بالغة وهذا ما يسببه التجاهل المجتمعي لكم العنف الممارس في البيوت والذي يكرسه مستوى الخصوصية في الأسرة اليمنية وتفشى الإحساس بأن البيوت أسرار وكذا مدى الإحساس من قبل الوالدين بأن مملكتهما جزء لا يتجزءا منهما وأنهما يستطيعان التعامل مع رعايهما كما يريدان.


فمفاهيم العنف المتوارث وكذا أجواء السرية المحاطة بها البيوت اليمنية بشكلها المنغلق على نفسها وكذا مدى الإحساس بملكية الطفل يجعل من العنف الممارس ضد الأطفال منهجية مجتمعية ولا يوجد أي تكريس لاستئصالها على مستوى الشارع والأسرة اليمنية .


هذا من ناحية التراث وما يبثه في الأسرة اليمنية من قبول للعنف كشكل من أشكال التربية والتأديب والتنشئة الاجتماعية .


ومن ناحية الحداثة فالعنف في الحداثة غالبا ما يتمركز حول آلياتها التي تروج من خلالها العنف كالتلفزيون والسينما والعاب الفيديو والمجلات وأفلام الكارتون وكذا الأفلام المخصصة للكبار والتي تدخل في باب العنف والتشويق والإثارة والرعب والأفلام البوليسية بمعنى شامل .


إن ما تبثه الحداثة من مفاهيم جديدة للعنف في أوساط الكبار والنشء والصغار يعمل على تكريس العنف والقبول بة كنوع من أنواع العقاب أو الانتقام ضد الشر أو البحث عن حل بوليسي لقضية معينة .


وكذا الأمر مع العاب الفيديو والتي تعمل معظمها على بث أشكال من العنف في صفوف الأطفال واللذين يتعاملون ويتلقون العنف من خلال الشاشة ولا يلبث الأطفال أن يصبح العنف جزء من تركيبتهم النفسية والجسدية في تعاملاتهم مع الأقران أو حتى مع الكبار ولا يلبث الأطفال أن يعتبرون أن العنف هو أول الحلول للقضايا التي يحتكون بها بشكل أو بأخر في محيط الأسرة أو الشارع أو المدرسة .


ما هو التأديب .. ما هي التنشئة :-


السوال هنا هل التأديب هو جعل الطفل أكثر إطاعة لولى الأمر من خلال الضرب والاهانات اللفظية والعنف الجسدي .. هل التنشئة هي جعل الطفل مصابا بعقد نفسية ناتجة عن ميراث طويل يمتد على مراحل طفولته المختلفة .


إن التأديب في النهاية هو جعل الطفل يمارس صفات كالصدق والطاعة و القيام بالواجبات الدينية والتعليمية والسلوكية بمعنى شامل على أتم وجه وبشكل ليس فيه انتهاكات للطفل .


ويمكن جعل الطفل ملتزما بالآداب والقوانين عن طريق مساقات أخرى غير العنف . ومما يؤسف له أن الكبار ومسئولي الرعاية على الطفل في محيط الأسرة والشارع والمدرسة والمؤسسات الرعائية والعقابية يلجاؤن إلى أسهل الطرق في جعل الطفل أكثر التزما وهو العنف بشقية اللفظي والجسدي .


مع أن الكثير من طرائق التربية ما زالت غير مطروقة لدى الكثير من المسئولين عن الأطفال .


وقد يقول قائل أن الكثير من الأطفال لا يريدون الفهم عن طريق الحوار أو الممارسة الفعلية للآداب أمامهم مما يجعل من العنف كطريقة للتأديب هو الحل الأكثر فعالية في التعامل مع الأطفال ومن هنا يكتسب العنف مشروعيته فالطفل على سبيل المثال كما يقول القائل هنا قد لا يريد الفهم عن أن المشي في الطريق يجب إن يتم عند الإشارة المرورية الحمراء حتى ولو مارسها والدة أمامه عشرات المرات ولكنة يلتزم عند أول مرة عندما يأتي هذا التوجيه مصحوبا بالضرب .


وهذه فكرة خاطئة في الأساس والقائل هنا لا يعرف أي أسلوب من أساليب التنشئة القائمة على الحوار والممارسة الحياتية عند الطفل فالطفل في السبع السنين الأولى على سبيل المثال كائن صوري يكتسب الكثير عبر عينية ومن هنا تأتى أهمية ممارسة الآداب والشعائر والسلوكيات الجيدة أمامه لينشاء عبر التقليد لهذه السلوكيات دون الحاجة إلى العنف هذا من جانب .


ومن جانب أخر فان العمل على أن يكون أسلوب التعامل مع الآباء ومقدمي الرعاية للطفل هو الحوار واكتشاف مواهب الطفل ومحاولة إشراكه في القرارات وخصوصا التي تمس حياته سيجعل من الطفل غير سلبي ويعمل على أن يمارس حياتة طفلا وشابا ورجلا دون الحاجة إلى العنف .


إن التربية والتنشئة قد تكون متعه لدى الآباء ومقدمي الرعاية للأطفال إذا كان العنف بعيدا عن الجميع و أساليب التربية الصحيحة هي الغالبة في التعامل .


وإن العمل على مناهضة العنف بكافة اشكالة مشروعا كالتأديب والتنشئة أو غير مشروع كالانتهاك الجسدي والجنسي سيعمل على خلق طفولة سعيدة وهذا ما يسعى إلية الجميع .


دور الشركاء في مناهضة العنف ضد الأطفال :-


والسوال هنا من هم الشركاء أولا .. إن الشركاء في عملية خلق طفولة سعيدة خالية من العنف هم الأسرة والشارع والمدرسة ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الرعائية والعقابية والحكومة بشكل عام هذا بالإضافة إلى الجامعات ومراكز البحوث والإعلام و منظمات المجتمع المدني البحثية أو الراصدة بالإضافة إلى المانحين .


فمن جانب الأسرة يفترض أن يكون دورها هنا في مجال الطفولة هو دور يعمل على تنمية الطفل التنمية الصحيحة الخالية من العنف والخالية من الأمراض وذلك عبر العناية بالطفل من الأمراض التي قد تصيبه نتيجة الإهمال أو المعاملة المنطوية على إهمال وكذا بالنسبة للأسرة وبصفتها النواة الأولى للمجتمع وبصفتها الحاضنة الأولى للطفل أن تعمل على تنمية مواهب ومدارك الطفل بكل الطرق المتاحة التي قد تستطيعها الأسرة حسب موقعها من مستويات الدخل فالطفل سواء كان من أسرة فقيرة أو غنية يجب أن يكون سعيدا وقويا والفقر لا يبرر للعنف من جانب الأسرة على الطفل فمهما كانت إمكانيات الأسر إلا أنها ستظل قادرة على أن تقدم للطفل حتى ولو أدنى أشكال الرعاية والخدمة بما يضمن على الأقل صحة الطفل وكذا نموه في جو غير عدائي وغير عنفي .


والطفل عموما يجب أن يعامل بالطريقة التي تتناسب مع سنة وقدراته ففي الشارع يجب أن يكون هناك شكل مجتمعي من أشكال الحماية للطفل وخصوصا من الانتهاكات الجسدية والجنسية وكذا من أشكال العنف بين الأقران .


وإن من واجب مؤسسات المجتمع المدني بتنويعاتها المختلفة القيام بالضغط على الحكومات لتبنى قوانين أكثر ملائمة لحقوق الطفل وكذا أكثر قوة وحزم في مجال حدوث انتهاكات على الأطفال.


وكذا دورها في مناصرة قضايا الأطفال والتوعية بها والترويج لها في الحياة العامة وداخل المجتمع بما في ذلك التوعية والترويج بمخاطر العنف ضد الأطفال .


وكذا من واجب مؤسسات المجتمع المدني القيام بعمليات الرصد والبحث والإحصاء حول أشكال العنف ضد الأطفال سواء في المؤسسات الرعائية والعقابية أو في الشارع عبر عمالة الأطفال وأطفال الشارع أو عبر الأسرة فرصد قضية العنف ضد الأطفال وبحثها ومعرفة أبعاد تكويناتها و مخاطرها وأوجه قوتها وانتشارها هو السبيل الأمثل لمناهضة العنف ضد الأطفال على وجه الخصوص وحقوق الطفل بعامة .


وكذا يأتي دور مؤسسات المجتمع المدني عبر العمل على مشاركة الطفل وخصوصا أصحاب المواهب من الأطفال في معرفة وجهه نظر الأطفال في العنف ضدهم واحترام وجهه النظر هذه والترويج لها ومناصرتها .


أما بالنسبة للجامعات فيجب أن تعمل على أن تكون في مساقاتها التعليمية والتدريبية مساقات تتعلق بحقوق الطفل وكيفية العمل على ترويها وجعلها أكثر انتشارا في السلوك المجتمعي لجميع الأشخاص اللذين يحيطون بالطفل وكذا من دور الجامعات أن تكون رافدا للمجتمع بما فيه الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني بكوادر مؤهلة للتعامل مع الأطفال وحتى مع مقدمي الرعاية لهم .


ومن واجب الجامعات بالإضافة إلى مراكز البحوث أن تعمل على رفد الشارع الثقافي بالعديد من الدراسات النظرية والمقارنة التي تعمل على إظهار مشكلة العنف ضد الأطفال وحقوق الطفل بعامة ومدى أهميتها وكذا مدى التكريس لها والكيفية العلمية لمناهضتها لتدخل مناهضة العنف ضد الأطفال عصر أكثر احترافية وانتشارا ومر دودية .


وإن من واجب منظمات المجتمع المدني العالمية والتي تعمل خصوصا في مجال الرصد والبحث وإصدار التقارير العمل على أن تكون تقاريرها متاحة بشكل أكثر للمهتمين والنشطين وكذا على مستوى الشارع وذلك لجعل قيمة المعرفة بمدى مخاطر العنف ضد الأطفال ذات أولوية قصوى وخصوصا إذا اعترفنا بمدى الهوة في الجانب البحثي والمعلومات في جانب العنف ضد الأطفال بل وحقوق الطفل والحقوق الإنسانية بعامة لدى الكثير من العاملين في هذه المجالات في المجتمع المدني وخصوصا هنا في اليمن بينها وبين العمل الاحترافي الذي تمارسه المنظمات والشبكات العالمية في هذا المجال .


وإن العمل على مستوى مؤسسات المجتمع المدني العالمية في مجال التدريب والتأهيل للكوادر العاملة في مجال العنف ضد الأطفال يجعل من التعامل مع هذه القضية أسهل وأكثر مرودية على مستوى الشارع المحلى .


أما بالنسبة للحكومات وهى ذات الصلة بشكل اكبر بالتشريعات " المساق التشريعي " وبالحكم " المساق القضائي "وبالعقوبات " المجال التنفيذي " دور مهم في محاصرة قضايا العنف ضد الأطفال وخصوصا الانتهاكات الجسيمة ذات الطابع الجنسي أو تهريب الأطفال أو العنف الجسيم من جانب الآباء ومقدمي الرعاية للأطفال عبر إصدار تشريعات تعمل على مناهضة العنف ضد الأطفال وكذا الحكم وتنفيذ الأحكام على مرتكبي قضايا العنف والعنف الجيم ضد الأطفال سيعمل على المحاصرة الفعلية للعنف ضد الأطفال على جميع المستويات .


وللحكومة أيضا دور في مجال التوعية والترويج لحقوق الطفل ومناهضة العنف ضد الأطفال بما تملكه من ماكينة إعلام ضخمة تؤثر وبشكل كبير على السلوك المجتمعي ولو على مستوى تدريجي.


وهنا ناتى إلى دور الإعلام وأهميته القصوى في هذا المجال فالإعلام هو الآلية وهو الوسيط الأكثر أهمية في مجال نشر وتوعية المجتمع بمخاطر العنف ضد الأطفال وكذا دورة في التثقيف على حقوق الإنسان بعامة بمن فيهم الأطفال وكذا دورة الذي كان محصورا في التغطيات الخبرية إلى دور أكثر قوة عبر التغطيات الكاشفة ومحاولة التغيير المجتمعي عبر وسائط الإعلام المختلفة من الراديو والتلفزيون والصحافة و الانترنت وحتى على مستوى الهاتف النقال .


وهناك أدوار مهمة لكل شريك من شركاء حماية الطفل من العنف ومن الاستغلال والانتهاكات ولكن العمل على توحيد الجهود وتكريس ها للعمل ضمن الطفولة سيجعل من المستقبل أكثر إشراقا فحماية الطفل هو حماية للمستقبل وهذا ما يجب أن يؤمن بة كافة الشركاء في حماية الطفل .

الذكرى الستون للإعلان العالمي لحقوق الإنسان إجماع فريد .. و انتهاكات جسيمة


تذكير: يعتبر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أهم وثيقة حقوقية نالت قبول الجميع ، إذ رغم أن هذا الإعلان يشكل مجموعة قواعد و مبادئ بين حكومية غير ملزمة و غير آمرة لهذه الحكومات باحترام موادها الثلاثين ، سواء منها المتعلقة بالحقوق و الحريات المدنية و السياسية أو المعنية بالحقوق و الحريات الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية ، المستحقة لكافة الأفراد و المجموعات و الجماعات الإنسانية ، فقد حظي بإجماع لا نظير له من قبل مختلف الشعوب   المستقلة منها أو القابعة تحت الاحتلال أو الناقصة السيادة ،،، و كذا من قبل مختلف الهياكل الدولية و الإقليمية و الوطنية ، ذات الصلة بحقوق الإنسان ، الحكومية  منها أو المستقلة . و تزداد أهمية هذا الإعلان بالنسبة للجميع لأنه ، من جهة ، تغيى ضمان الكرامة البشرية للناس بغض النظر عن اختلافاتهم و انطلق في ذلك من القواسم و الحاجات المشتركة بينهم جميعا في شتى أنحاء المعمور ، و لأنه ، من جهة أخرى ، يرتب في طليعة نصوص الشرعة الدولية لحقوق الإنسان . و لا شك أن هذا الإجماع اللا نظير له هو الذي كان وراء اتفاق الجميع ، أيضا، على ترسيم يوم 10 دجنبر / كانون الأول ، الموافق ليوم صدوره في عام 1948 ، من كل سنة يوما عالميا لحقوق الإنسان . غير أنه ، في حين تتخذ بعض المجتمعات الديمقراطية من هذا اليوم محطة لرصد و مواكبة و تعزيز الحقوق و الحريات بين مكوناتها الحضارية ، و تتخذ منه بعض الدول التي تزعم أنها تعيش مرحلة الانتقال نحو الديمقراطية فرصة للإعلان عن نواياها المتجهة نحو إحداث مؤسسات  و استكمال  إجراءات قانونية و إدارية و تربوية و تعزيز شراكات مع عناصر مجتمعها المدني ذات صلة ،،، فإن دولا عديدة أخرى ، على طول شمال إفريقيا و الشرق الأوسط ، و من آسيا ، و أمريكا اللاتينية، و أغلب إفريقيا جنوب الصحراء ،،، ما تزال تحرص ، و إن بدرجات متفاوتة ، على حرمان الناس من حقوقهم   و حرياتهم أو الانتقاص منها  أو التضييق على ممارستها أو تمحين المدافعين عنها أو تجمع بين مختلف هذه الانتهاكات.
و في هذا الإطار ، تختص هذه المقالة ، بمناسبة الذكرى الستين الحالية للبيان العالمي لحقوق الإنسان ، في موضوعة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان   و حرياته ، و ذلك من حيث كنه المصطلح و الأنواع و الأشكال التي يحيل عليها  و آليات الحماية و الوقاية منه .

أولا ــ بخصوص مصطلح الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان : التطور ، الدلالة والتوظيف .

1. التمييز بين انتهاك أو خرق حقوق الإنسان و باقي الجرائم العادية الأخرى : يقصد بانتهاك حقوق الإنسان:   
ـ كل فعل أو سلوك صادر بشكل عمودي عن الدولة عبر أحد أجهزتها الإدارية أو الأمنية أو غيرها ضد شخص أو مجموعة أو جماعة بغرض الحرمان أو المنع من التمتع بحق أو أكثر من حقوق الإنسان و حرياته أو بغرض الانتقاص منها أو المعاقبة على ممارستها ؛
ـ كل فعل أو سلوك صادر ، سواء ، بشكل عمودي عن الدولة عبر أجهزتها تلك ، أو بشكل أفقي عن أحد الأفراد أو المجموعات أو الجماعات ضد آخرين بخصوص حقوق و حريات محمية من قبل أحد أو أكثر من مكونات القانون الدولي لحقوق الإنسان ، كما هو الحال بالنسبة للعنف ضد الطفل أو المرأة أو التحرش بهما ،،،
ـ كل فعل أو سلوك صادر بشكل أفقي ، و كان يمكن أن يظل جزءا من الجرائم )  المخالفات ، الجنح ، الجنايات ( التي تنظمها القوانين الجنائية أو الإدارية أو التجارية أو المدنية الوطنية  ) القطرية  ( العادية ، لكنها تتحول إلى انتهاك لحق من حقوق الإنسان حين تتحيز الأجهزة القضائية أو غيرها من أجهزة الدولة ذات الصلة للجاني أو الجناة ضد الضحية أو الضحايا .
 2 ـ نماذج من انتهاكات حقوق الإنسان  )مقتطفات من مصنف أنجزته منظمة العفو    الدولية (:
2.1 ــ انتهاكات الحق في الحياة ، و منها: الإعدام بعد محاكمة جائرة ،  الإعدام بعد انتهاك الحق في استئناف الحكم ، أو في التماس العفو أو في التخفيف من الحكم ، الحكم بإعدام القاصر عند ارتكاب الجريمة ، أو بإعدام المصاب بالتخلف العقلي أو بالجنون أو المرأة الحامل أو المرضعة، التهديد بالقتل أو الإعدام خارج نطاق القضاء على يد موظفين رسميين أو جماعات شبه عسكرية أو أشخاص عاديين أو جماعات بالتعاون مع الحكومة أو بتسامح من جانبها، أو كذلك على يد أشخاص مجهولين ينتمون للفئات المذكورة، الوفاة في الحجز بسبب التعذيب أو الإهمال أو استخدام القوة أو في ظل أوضاع احتجاز تهدد الحياة ، الوفاة بسبب استخدام القوة على يد الموظفين المكلفين بتنفيذ القانون أو أشخاص يعملون بتواطؤ مباشر أو غير مباشر مع الدولة الوفاة الناشئة بسبب اعتداءات من جانب قوات الأمن التابعة للدولة أو من يتعاون معها أو تتسامح معه سلفا ، تهديد حياة السكان المدنيين أثناء الصراعات المسلحة المتعارضة مع أحكام القانون الدولي الإنساني ، طرد أو إعادة الأفراد إلى بلدانهم حينما تكون حياتهم مهددة بالخطر في هذه البلدان ، انتهاك الالتزام بالتحقيقات في الانتهاكات المزعومة للحق في الحياة ، و بتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة ، انتهاك الالتزام بتقديم تعويض كاف لضحايا انتهاكات الحق في الحياة ،،،،
2.2 ــ انتهاكات الحق في الحرية ( حالات الاختفاء القسري نموذجا ) كحال: 
القبض على شخص محدد الهوية ، أو احتجازه أو اختطافه رغما عن إرادته ، أو سلبه حريته بطريقة أخرى ، خارج نطاق القانون ، ثم إخفاء مكانه أو رفض الإفصاح عن مصيره أو الاعتراف بمن سلبه حريته ، و ذلك من قبل موظفين أو مستويات مختلفة من الحكومة، أو على يد جماعات تعمل لحسابها أو بإذن منها أو بموافقتها ؛
2.3 ــ انتهاك الحق في عدم التعرض للتعذيب أو لغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة ، مثل :
أ ــ التعذيب البدني ، كــ :
التعريض لضوء مبهر أو لضوضاء صارخة أو الإجبار على تناول عقاقير معينة ، الحرمان لفترات طويلة من النوم،  الحرمان لفترات طويلة من الطعام أو من الخدمات الصحية الكافية أو من المساعدة الطبية ،  الأحكام القضائية التي تنطوي على عقوبات بدنية ،  الاغتصاب داخل الحجز و الاعتداءات الجنسية ،،،
ب ــ التعذيب النفسي أو العقلي كــ :
الإخضاع للعزلة التامة ، احتجاز السجين في ظل أوضاع تجعله دائما غير قادر على معرفة المكان الذي يحتجز فيه   و لا الوقت الذي يمضيه ، التهديد بقتل الأقارب أو بتعذيبهم ، الإهمال التام ، التعريض لعمليات الإعدام الوهمية ،  إخفاء الأقارب ،،،،
2.4 ــ الانتهاكات التي تدخل في إطار أشكال التعصب  و التمييز القائمين على أساس الدين أو المعتقد ، مثل :
انتهاكات  الحق في مبدإ عدم التعرض للتمييز في شؤون الدين أو العقيدة ، 
انتهاك مبدإ التسامح بشأن أمور الدين و العقيدة ،   
انتهاك حرية الفكر و الرأي و الدين و العقيدة ، 
انتهاك حرية المرء في إظهار دينه أو معتقداته ،
انتهاك حرية التصرف في الممتلكات الدينية ، 
انتهاكات السلامة البدنية و الصحية للأفراد ( رجال الدين و المؤمنون ) ،
الانتهاكات التي تمس المرأة ،،،،
2.5 ــ انتهاكات حقوق الطفل ، مثل :
حرمان الأطفال من التمدرس و التربية ،     
توريط الأطفال في ممارسات الجنس التجارية ، 
توريط الأطفال في البغاء و استعمالهم في إنتاج المواد الإباحية ،  تهريب الأطفال و الاتجار فيهم ،
تجنيد الأطفال ، أقل من سن 18 عام ، في الصراع المسلح ، 
باقي الانتهاكات الأخرى المبينة في اتفاقية حقوق الطفل.
 2.6 ــ انتهاكات الحق في عدم السلب التعسفي لحرية الإنسان ، كــ :            
الاستمرار في احتجاز السجين بعد استيفائه العقوبة، 
الاستمرار في احتجاز السجين رغم أن أحكام قوانين العفو العام تنطبق عليه ، 
سلب الفرد حريته ، خارج نطاق القانون ، في ممارسة حقوقه الأساسية أو حرياته المكفولة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان    و في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية ، 
عدم الامتثال في محاكمة الأفراد لكل من الأحكام الدولية المتصلة بالحق في المحاكمة العادلة ،،،
2.7 ــ انتهاكات حقوق الأجانب ، مثل :
الأشكال المعاصرة من العنصرية و التمييز ضد الأجانب ، 
التعصب ضد المهاجرين ، 
الممارسات العنصرية و التمييزية ضد العمال المهاجرين ، 
حركات اليمين المتطرف و النازية الجديدة ضد الملونين ،         
  العنصرية  و التمييز العنصري ضد العرب ،،،
2.8 ــ انتهاكات الحق في حرية الرأي و التعبير ، كــ :
تعريف جرائم أمن الدولة بصيغ مفرطة في الإبهام ،
إساءة استخدام حالات الطوارئ ، 
ممارسة السلطات الخاصة بحالة الطوارئ دون إعلان رسمي ، 
التهديد أو الإرغام أو استخدام القوة للتأثير على إرادة المرء في اعتناق ما يشاء من آراء ، 
تقييد حق المرء ، خارج نطاق القانون ، في حرية التعبير ، أي في جمع المعلومات و الأفكار و تداولها عن طريق أي وسيط إعلامي يختاره ، 
احتجاز الأشخاص الذين يمارسون حقهم في حرية الرأي و التعبير أو يروجون لهذا الحق ، بمن فيهم المهنيون العاملون في مجال الإعلام ، أو استخدام التمييز أو العنف ضدهم أو مضايقتهم ، 
الإجراءات التي تتخذ ضد أنشطة أحزاب المعارضة و النشطاء النقابيين و ضد وسائط الإعلام و الناشرين في الوسائط الإعلامية الأخرى ( الكتب ، المجلات ، الأفلام ، المسرح ، فنون الأستوديو، الإنترنيت) ، 
العراقيل ضد أنشطة المدافعين عن حقوق الإنسان ( مثل : المحامون و النشطاء في خدمة المجتمع ) ،
القوانين و الممارسات التي تعرقل حق المرأة في التعبير عن آرائها و عن إسماع صوتها و المشاركة في عملية صنع الفرار ، و التمتع بمركز مساو للرجل أمام القانون ، و جمع المعلومات و تلقيها و تداولها حول الشؤون التي لها صلة مباشرة بها ( مثل : تنظيم الأسرة ، و جوانب العنف الموجهة ضدها ،،، ) ،
2.9 ــ انتهاكات حقوق المرأة في عدم التعرض لأعمال العنف ، كــ :
العنف البدني  و النفسي الذي يقع في نطاق الأسرة ، 
ضرب الأطفال الإناث و الاعتداء عليهم في نطاق الأسرة ، 
اغتصاب الزوج لزوجته ، 
تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية و غيره من العادات التقليدية الضارة بالمرأة ، 
العنف على غير يد الزوج  و العنف المتصل بالاستغلال ، 
العنف البدني و الجنسي و النفسي الذي يحدث في المجتمع العام بما في ذلك حوادث الاغتصاب ، الاعتداءات             و التحرشات الجنسية، أعمال التخويف في مكان العمل    و في المؤسسات التعليمية ،،،
لكن متى ينعت أحد هذه الانتهاكات أو أكثر  بأنه انتهاك جسيم لحقوق الإنسان ؟
3 ـ المسار الذي عرفه مصطلح الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ( التطور على مستوى الدلالة أو التوظيف ) :
3.1 ــ في 1915 ، كان يشير إلى المجازر الجماعية التي تعرض إليها الشعب الأرميني على يد الأتراك ؛
3.2ــ في 1945 ، أطلقته المحكمة العسكرية الدولية في نونبرغ على الأعمال التي اقترفها مجرمو الحرب العالمية الثانية ؛
3.3ــ في 1985 ، استعملته محكمة الاستئناف الفرنسية ، في مدينة ليون أثناء محاكمة كلاوس باربي ، لتشمل به مجموعة الأعمال اللاإنسانية و غيرها من الاضطهادات التي تمت باسم الدولة ضد خصوم سياسيين مهما كان شكل المعارضة التي أبداها هؤلاء الخصوم .
3.4 ــ ابتداء من سنة 1988 ، أي تاريخ إنشاء المحكمة الجنائية الدولية في روما ، أصبح مصطلح الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان :
أ ــ كما هو مسطر في المادة 07 من ميثاق هذه المحكمة يضم لائحة طويلة من الاعتداءات تشمل :
الأبارتايد ،
الإجبار على الحمل، أو الإجبار على التعقيم أو على أية أشكال أخرى من الاعتداء الجنسي ، و الإجبار على البغاء ،     و الاستعباد الجنسي،،،
اختطاف الأشخاص ،
الاغتصاب ،
القتل العمد ،
التعذيب ،
الإبعاد القسري للسكان ،      
السجن أو الأشكال الأخرى للحرمان من الحرية بما يخالف الشرعة الدولية لحقوق الإنسان ،
كل جريمة تتسبب في إيذاء النفس أو الجسد أو الصحة العقلية،
ب ــ يعتبر أنه كلما ارتكبت هذه الانتهاكات بشكل ممنهج ، و متواتر ، و على نطاق واسع،،، كلما نعتت بأنها انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ، أي جرائم ضد الإنسانية .
ثانيا ــ في شان الآليات الدولية و الوطنية للحماية من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
2.1 ــ الآليات القضائية ، مثل :
المحاكم الجنائية التي تعقد لمتابعة مجرمي الحرب ،
المحكمة الجنائية الدولية ،
باقي المشاريع التي تدخل في سياق عولمة القضاء ( متابعة بينوتشي أمام القضاء الإسباني ، متابعة شارون و حسين هبري أمام القضاء البلجيكي،،،)،،،  
2.2 ــ الآليات غير القضائية ، و هي نوعان :
الآليات الميثاقية : آليات تسمى كذلك نسبة إلى ميثاق الأمم المتحدة  ، و تستند إلى عضوية الدول فيها . بموجبها يمكن للأفراد أو المجموعات أن يتقدموا بشكاويهم ضد حكومات دولهم في حالة انتهاكها للحقوق أو الحريات الأساسية إلى لجنة حقوق الإنسان التابعة للمجلس الاقتصادي و الاجتماعي التي تتكلف بالتحقيق في هذه الشكاوي و إبلاغ تلك الحكومات بنتائج ذلك و الطلب منها رفع الانتهاكات المعنية و جبر الضرر المترتب عنها و ذلك حالما يتم التأكد من وقوعها فعلا .
الآليات التعاهدية أو الاتفاقية ( مناهضة التعذيب نموذجا ):
ـ إعلان حماية جميع الأشخاص من التعرض للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة لسنة 1975 ؛
ـ مبادئ آداب مهنة الطب المتصلة بدور الموظفين الصحيين، ولا سيما الأطباء، في حماية المسجونين والمحتجزين من التّعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة لسنة 1982 ؛
ـ اتفاقية مناهضة التّعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المُهينة لسنة 1984 ـ 1987؛
ـ البروتوكول الاختياري الملحق لاتّفاقيّة مناهضة التّعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة لسنة 2002،،،
ثالثا ــ بصدد المعايير الدولية لطي ملفات ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان      
  ( مناهضة التعذيب ، نموذجا ):
ـ واجبات الدول بمقتضى اتفاقية مناهضة التعذيب لسنة 1984 ؛
ـ تحريم التعذيب في التشريعات الوطنية ؛
ـ عدم التذرع " بأية أوامر عليا " أو " بأية ظروف استثنائية " كمبرر لأعمال التعذيب ؛
ـ ملاحقة مرتكب التعذيب و محاكمته ؛
ـ إمكانية إجراء تحقيق دولي ؛
ـ اتخاذ التدابير التشريعية و الإدارية و القضائية و غيرها من التدابير الفعالة لمنع ارتكاب التعذيب ؛
ـ منح أوسع مساعدة قضائية ممكنة في أي إجراء جنائي يتعلق بأعمال التعذيب ؛
ـ ضمان حق ضحايا أعمال التعذيب في الانتصاف و الحصول على تعويض عادل و كاف ؛
ـ عدم طرد أو تسليم أشخاص قد يتعرضون إلى التعذيب في دولة أخرى ،،،
رابعا ــ دور التربية في الوقاية من تكرار انتهاكات حقوق الإنسان:
ـ  سد الحاجة إلى التربية و التكوين على حقوق الإنسان لدى الموظفين المنفذين للقوانين : أكيد أن ضباط الشرطة و أعوانهم ليسوا شياطين ، كما ترسخت صورتهم لدى المجتمع ،و إنما هم أفراد عاديون لكنهم أفسدوا تدريجيا على مدى أكثر من خمسة عقود من التسيب و التحلل من كل مسؤولية و أخلاق إنسانية ، و ذلك خلال قيامهم بمهامهم في إطار من العلاقات التضامنية و التكتمية المغلقة و الامتثال للتعليمات و الأوامر التراتبية ، حيث أصبح الآخر، أي كل فرد مدني ، في نظرهم هو بمثابة العدو الذي يجب تتبع أنفاسه أينما توجه أو أقام و يجب عدم توفير أية وسيلة أو شكل من وسائل و أشكال التعذيب ضده إلى أن يثبت أنه في ذلك الحين غير مذنب .. و بعبارة أخرى ، فلأن التعذيب أصبح حالة ذهنية تعكس سيادة روح الحقد على المدنيين أفرادا و مجموعات في عقول و وجدان هؤلاء الأفراد يكون من اللازم التحضير لمزامنة تنفيذ مشروع قانون تجريم التعذيب قبل و بعد إجازته بإعادة تشكيل هذه العقول  و الأفئدة بما يقدر أفرادها على إدراك أن وجودهم ضروري و لكن بشكل متمدن  لخدمة كل مكونات الإطار الحضاري لمجتمعهم بشكل متساوي ، و ذلك عن طريق:  
ا ـ تطبيق مقتضيات المادة 10 من اتفاقية مناهضة التعذيب:
" تضمن كل دولة إدراك التعليم و الإعلام في ما يتعلق بحظر التعذيب على الوجه الكامل في برامج تدريب الموظفين المكلفين بتنفيذ القوانين ، سواء أكانوا من المدنيين أو العسكريين ،  و العاملين في ميدان الطب، و الموظفين العموميين أو غيرهم ممن قد تكون لهم علاقة باحتجاز أي فرد معرض لأي شكل من أشكال التوقيف أو الاعتقال أو السجن أو باستجواب هذا الفرد أو معاملته . ب – تضمن كل دولة طرف إدراج هذا الحظر في القوانين و التعليمات التي يتم إصدارها في ما يختص بواجبات و وظائف مثل هؤلاء الأشخاص " .
ب ـ إدماج تعليم حقوق الإنسان في الجامعة كما في معاهد تكوين و تجديد تكوين الموظفين المكلفين بتنفيذ القوانين :  و ذلك على أن يشمل برنامج كل من هذا التعليم و التكوين مجموعة الوثائق ذات الصلة مباشرة بعمل الشرطة و التي أصدرتها الأمم المتحدة بخصوص إنفاذ القوانين و كذا بخصوص العدالة الجنائية  و حقوق الإنسان .
و تتمثل هذه الوثائق ، بالإضافة إلى صكوك الشرعة الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان و الاتفاقيات الخاصة بحقوق الطفل         و بالقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة و بمناهضة التعذيب ، في مجموعة من الإعلانات الخاصة بالحماية ضد         " الاختفاء " القسري و بالقضاء على العنف ضد المرأة و بالمبادئ الأساسية للعدالة في ما يتعلق بضحايا الجريمة        و سوء استخدام السلطة ، و في مجموعة من المبادئ و القواعد الموجهة لسلوك الموظفين المكلفين بتنفيذ القوانين      و الإرشادية من أجل التنفيذ الفعال لقواعد ذلك السلوك ، و المانعة لعمليات الإعدام خارج نطاق القانون و الإعدام دون محاكمة ، و الضامنة للعدالة في ما يتعلق بضحايا الجريمة و سوء استخدام السلطة ، و الحامية للأحداث المحرومين من حريتهم ، و المتعلقة باستخدام القوة و الأسلحة النارية من جانب هؤلاء الموظفين ، و معاملة السجناء ، و بحماية الأشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن .
خلاصة : إنه بقدر ما تبعت الوضعية التي آل إليها التقدم المتعثر أصلا ، في مجال إقرار الدول و حكوماتها بحقوق الإنسان و حرياته و احترام  مقتضياتها ، و هو التعثر الذي استفحل مع مطلع الألفية الثالثة و خاصة بعد إعطاء هذه الدول و حكوماتها كامل الأفضلية لقوانين تدعي حماية الأمن و الاستقرار السياسي الداخليين ، من قرف و تشاؤم ، بقدر ما تتسع الآن دائرة التفاؤل في شأن مستقبل الحقوق و الحريات التي تم نشرها عبر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان      و فصلت فيها باقي الإعلانات و العهود و الاتفاقيات و البروتوكولات و المواثيق ذات الصلة و ذلك إثر شروع المحكمة الجنائية الدولية في تفعيل أجندتها المبنية على أسس المساءلة و المحاسبة و عدم إفلات أي من الجناة ، مهما كانت رتبته أو منصبه ، من العقاب .

* المصطفى صوليح El Mostafa Soulaih، كاتب ، باحث ، و مؤطر ، في مجال التربية على حقوق الإنسان   و المواطنة ، من أطر اللجنة العربية لحقوق الإنسان ـ باريس ، فرنسا . صدر له عن ، أوراب و الأهالي و اللجنة المذكورة ، كتاب تحت عنوان : نقد التجربة المغربية في طي ملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ، كما صدرت له خلال شهر أكتوبر 2008 ، عن مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب ، مجموعة قصصية تحت عنوان : ثورة الربض ، و ذلك بالإضافة إلى المساهمة في كتب أخرى مشتركة .
الذكرى الستون للإعلان العالمي لحقوق الإنسان إجماع فريد .. و انتهاكات جسيمة - المصطفى صوليح

العنف ضد الأطفال.. انتهاك للحاضر وتدمير للمستقبل


استطلاع : رياض الزواحي
الجمعة 09 إبريل-نيسان 2010
 العنف ضد الأطفال وانتهاك حقوقهم التي كفلتها لهم الشرائع السماوية والقوانين الدولية أصبح ظاهرة تهدد مستقبل التنمية برمتها في مجتمعنا  والكثير من المجتمعات العربية لاسيما والكثير من أنواع ومظاهر هذا العنف يتم بشكل سري لا يظهر إلى السطح وعنف آخر يمارسه الآباء ضد أبنائهم وعدم إدراك من قبل الحكومات والأسر للآثار المدمرة والمترتبة على ظاهرة العنف ضد الأطفال والتي تهدد المجتمع بأسره وتنذر بمستقبل يكون الانحراف والحرمان والجهل عناوينه البارزة وانطلاقا من الأهمية الكبيرة للتوعية بأنواع العنف ضد الطفولة والآثار المترتبة عليها والتي يجهلها الكثيرون في مجتمعنا..أجرت الجمهورية عدداً من الحوارات المهمة مع عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والمختصة التي بدورها أظهرت خطورة هذه القضية المعقدة وتهديدها لسلامة المجتمع وكذا الخطوات التي بذلتها الدولة والمنظمة الوطنية للأمومة والطفولة وكذا المنظمة العربية للطفولة والتنمية من اجل حماية الأطفال من كل أشكال العنف والبداية كانت مع معالي الأستاذ حسن اللوزي وزير الإعلام الذي حضر إحدى الفعاليات التي تسلط الضوء على هذه المسألة وقد سألناه عن الدور الإعلامي المطلوب للتوعية بمخاطر العنف ضد الأطفال في أوساط المجتمع وقد أجاب بقوله :
ثمة عنف طاغٍ
الدفاع عن حقوق الطفولة يمثل سبيلاً من السبل للرعاية التي يجب أن يمارسها العمل الإعلامي للطفولة والنشء في بلادنا وتأكيد  أهمية التوعية بمخاطر العنف ضد الأطفال وأهمية تكتل كافة الجهود في وسائل الإعلام داخل المجتمع  لإيقاف العنف ضد الأطفال أولا  وضد الإنسان وضد المرأة لآن ثمة  عنفاً طاغياً ليس في الأفعال فقط وإنما حتى  بالكلمات وفي أساليب التعامل داخل مجتمعنا  وقد يكون هذا ناتجاً عن ظروف سياسية واعتمالات  كثيرة لكن العنف والتعسف ضد الأطفال هو الذي يجب أن يتوقف ولا نجد له أي مبرر أياً كان  سواء ذهبنا إلى البحث عن مبررات نفسية أو اجتماعية أو غيرها فإن العنف ينافي الإيمان الصحيح والعقيدة الصحيحة بل والشخصية السوية داخل المجتمع وفي حياتنا وإذا نظرنا إلى الخلية الأساسية في المجتمع وهي البيت والأسرة  فسنجد أن الثغرة الأولى تبدو من هناك وقد لايستطيع المعلم أو المدرس والمرشد أن يصل إلى هذه الخلية( الأسرة) لكن الإعلام ومختلف الوسائل الإعلامية قادرة اليوم بالتقنيات التقليدية من إذاعة وتلفزيون ومن صحافة وبالتقنيات الجديدة والحديثة أن نصل إلى هذه الخلية  وأن نحميها وأن نعزز بناءها بالمعارف القيمة والعقدية و الوطنية بحيث نضمن تنشئة صحيحة للطفولة وأستطيع أن أقول إن  في قيمنا العربية ، قبل القيم العقدية   ما يجب أن نذكر به و أن نكرر الحديث عنه فيما يتعلق بعلاقة الاحترام والتوقير بين الكبير والصغير في الأسرة التي تكاد تكون قد نسيناها وهي المفتاح الصحيح في العلاقة السوية  أولا داخل البيت التي كانت  لما فيه أساس في حياة أسلافنا  ومن هنا لابد أن نبحث كيف نستطيع في وسائلنا الإعلامية وفي وسائل الإرشاد والتوعية أن نؤكد  هذه القيمة الحضارية والأخلاقية التي نشأ عليها أسلافنا وبنوا حضارات مازالت تعطي ثمارها في حياة البشرية وهي علاقة المحبة والاحترام والتوقير داخل البيت ولا أتحدث عن العاطفة الطبيعية ، عاطفة الأب والأم وإنما أتحدث عن مجالات أخرى فقد تمارس الأم  والأب عنفا تجاه أطفالهم لسبب من الأسباب لكن العنف بين الإخوة وبين الإخوة ضد الأخوات هذا العنف الأسري يجب أن ينتهي ولايمكن أن نصل إليه إلا بتكريس قيمنا العقدية وتكريس معنى العلاقة الوطيدة بين الاحترام والتوقير بين الكبير والصغير وللإعلام دور مهم والأهداف لا تتوقف  عند حدود التوعية وحسب واكتساب مهارات ومعارف جديدة  وإنما أيضا بناء تكتل للإعلاميين  الذين  ينخرطون ويناضلون في هذا الخندق الواسع سعة الحياة في بلادنا.
ينبغي الالتزام بميثاق الشرف
وحول المطلوب من الإعلاميين المشاركين في الورشة الخاصة بالعنف ضد الأطفال بعد برامج التدريب التي تلقوها أضاف معالي الأخ وزير الإعلام قائلا :
ال40 زميلاً وزميلة الذين شاركوا في الورشة الخاصة بالعنف ضد الأطفال التي عقدت مؤخرا  لابد أن يتحولوا  إلى 400 وإلى 4000 وإلى  أعداد كبيرة في المجتمع وطالما هنا وثيقة مهمة للإعلاميين تتعلق بميثاق شرف فيما يتعلق بعمل الإعلاميين في الدفاع عن الأطفال وبالتالي  أتمنى أن  هذه الوثيقة ميثاق الشرف للإعلاميين لحماية الأطفال من العنف تأخذ طريقها وليس فقط من التوقيع عليها والالتزام بها وإنما النزول بها إلى كافة  الزملاء في الوسائل الإعلامية لتصل إليهم ويعرفوا الأهداف والقيم التي ارتكزت عليها ومن ثم تكون مصدر  التزام قريباً ومتخصصاً بهذا الهدف العظيم أتمنى من نقابة الصحفيين أن تلعب دوراً في هذا الجانب وستجد حقلا واسعا تستطيع أن تبدع  فيه بدلا عن الانكفاء على حقول ضيقة  وبائسة في عملها المهني وبدلا عن الانشغال بأعمال كيدية تنشغل بأعمال إيجابية بناءة تخدم الإعلامي أولاً وتخدم  والمجتمع ثانياً وطبعاً انخراطنا في شبكة إعلامية يمنية وتواصلنا بالشبكات  التي تم الإشارة إلى أنها قامت وأنشئت في عدد من الأقطار العربية وتبادل الخبرات سوف يفيد عملنا في هذا المجال  ولابد من أن نأخذ عهداً جميعا   بأن نكون أوفياء لما تعلمناه وننقل ما تعلمناه إلى  الزملاء لكي تتحقق الثمرة المباركة  وأؤكد بأن الوزارة ستكون عوناً لشبكة الإعلاميين اليمنية في أداء واجباتها ومساعدتها وسنتعاون معهم في مواصلة الجهد الذي بدأ نظرياً ولا بد أن  يصل إلى التنفيذ العملي، إلى الميدان والمهم هو الالتزام وصدق العمل في الواقع من خلال التطبيق ..  الشيء الآخر أتحدث عن ميثاق شرف الإعلاميين العاملين في مجال حماية الطفولة من العنف وهذا الميثاق أتمنى أن يوقع عليه كل زميل وزميلة ينتمي إلى حقل الإعلام.
أمة لاتهتم بالأطفال تبدأ انحدارها للزوال
وأضاف معالي وزير الإعلام في كلمة أخيرة بقوله :
تذكرت كلمات لابد أن أقولها وكتبتها ذات يوم وهي  أن أمة لا تهتم بالأطفال تبدأ انحدارها لهاوية الزوال ، أمة تبذل كل جهدها وفكرها لبناء الأطفال وحمايتهم ورعايتهم تضمن خيرها وقوتها وعزتها على توالي الأجيال من هنا فإن الاهتمام بالطفولة يعتبر اهتماماً بالأمومة والأبوة وبكل أحلام العطاء الإيجابي الخلاق في غد من نرعاهم في الحاضر فالأطفال وعد حياتنا التي نريدها يانعة بأجمل الآمال طالما نهلوا صفاء القيم والمثل في حياتنا العربية والإسلامية وعاشوا وعايشوا الإخلاص والصدق والتفاني في العمل والإنتاج في سلوكنا وأعمالنا اليومية فيتوسخ في وجدانهم  الإيمان الصافي غير الملوث بالخزعبلات وتتعمق في عقولهم ويقينهم المعرفة الصحيحة بأبجديات الحياة وواجباتها ومسؤولياتها الوطنية والإنسانية والدينية كما توليها حقيقة الإخاء في كل الأعمار صغارا ومميزين ومراهقين ومسئولين  وقادة أينما كانت مرتبة المسؤولية التي يتحملونها ونوعها ويدركون عميقا منذ بكارة الوعي المساواة والحب والتعاون ونكران الذات وحب العلم والحياة. والبداية تنطلق من المساواة الصارمة والعادلة بين الأولاد والأبناء والبنات في الخلية الأساسية للمجتمع في الأسرة  ومن ثم في الحضانة وفي مؤسسات التربية والتعليم وفي مؤسسات التوجيه وفي كل وسائل الإعلام والثقافة .
لوزارة الإعلام دور فاعل
الدكتورة أمة الرزاق علي حمد وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل تحدثت للجمهورية عن الورش الخاصة بتدريب الإعلاميين حول مواجهة أعمال العنف ضد الأطفال والبرامج التي  تتبناها الوزارة للحد من كل أشكال العنف ضد الأطفال وقالت:
 الورشة التي عقدت للإعلاميين في أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة على المستوى الوطني والمحلي لتنمية معرفتهم حول حماية الأطفال دورة مهمة عقدت  بشراكة رئيسية مع وزارة الإعلام وأيضا المجلس الأعلى للأمومة والطفولة ووزارة الشئون الاجتماعية والعمل وبرعاية كريمة وشراكة فاعلة للمجلس العربي للطفولة والتنمية وحقيقة وزارة الإعلام لها دور فاعل في كثير من القضايا وفي كل القضايا وهي من الوزارات الرئيسية والمهمة ,ونحن في مسألة  برامج وقضايا حماية الطفولة نشعر أن وزارة الإعلام شاركتنا  في كثير من القضايا الخاصة بحماية الطفولة وهي عون لنا أيضا في تناول القضايا ونقلها بصورة واضحة إلى جمهور المستمعين والمشاهدين والقائمين ؛ نظراً لأنها قضايا حساسة وقضايا كانت إلى فترة قريبة موضوعة تحت الطاولة ولا يمكن الحديث عنها كقضية  الإساءة إلى الأطفال وقضايا التهريب وأطفال الشوارع وكل ما يتعلق بالطفولة وانتهاكات الطفولة حقيقة كان يتم تناولها من بعيد ، لكنها وضعت الآن على طاولة الحوار والنقاش والهدف منها ليس فقط أن نظهر أن هناك مشكلة موجودة، لكن أردنا من طرحها  مناقشتها برؤية علمية ، موضوعية ، واقعية ، تنطلق من المشكلة الأساسية في الواقع وفي ضوئها نقوم ببناء أو إعداد الخطط والاستراتيجيات التي في ضوئها يتم عكسها في برامج وأنشطة وفعاليات للقضاء على هذه التحديات الكبيرة فيما يتعلق بقضايا الطفولة.
دراسة المشكلة
وفي هذا المسار أنوه إلى أنه  تم تنفيذ دراسة عن الإساءة للأطفال وعلى  وجه الخصوص العنف الجنسي والإساءة الجنسية للأطفال وهذه الدراسة نفذت على طاولات الجامعات كمرحلة أولى حوالي خمس محافظات ووجدنا لغطاً كبيراً أثناء تنفيذ الدراسة ونتائجها والبعض انتقدنا وقال معقولة هذه الدراسة لها هذه النتائج وان هذه النسبة من العنف موجودة في المجتمع اليمني للأطفال وعندما عرفوا بأنها دراسة علمية واقعية واتبعت أسلوب الدراسة العلمية بالتالي اقتنع الجميع  وأدركوا أن هناك مشكلة قائمة وبدلاً عن أن نثير زوبعة حولها يجب  أن نتكاتف معا ونعمل للتصدي لهذه المشكلات قبل حدوثها ونوفر الحماية ونوجد  توعية  من خلال هذه البرامج  ، والحقيقة الكثير من الأمور لو وجدت لها توعية صحيحة لاستطعنا معالجتها ، لاسيما قضايا تهريب الأطفال وأيضا كانت هذه القضية يتم تناولها من بعيد خلال الأعوام  2004 م و2003 لكنها بعد ذلك ظهرت ووضعت على طاولة الحوار وناقشناها بكل صراحة ووضوح وتنسيق وتكامل مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية باعتبارها تمثل النطاق الحدودي الذي يتم فيه تهريب الأطفال من اليمن إليهم وحقيقة لا ننسى الدور الكبير لمنظمة اليونيسيف، مكتبهم في الرياض ومكتبهم في صنعاء اللذين ساعدا على بحث هذا الموضوع وأصبحت الآن هذه المشكلة موضوعة  حتى على أجندة اجتماعات اللجنة العليا للتنسيق التي يرأسها الأخ رئيس الوزراء وسمو الأمير سلطان ولي العهد في المملكة العربية السعودية أما بالنسبة  للمرحلة الثالثة من هذه الدراسة تنفذ في المدارس واخذنا من الطلاب نماذج وبحثنا المشكلة من خلالهم وسننتقل منها إلى المرحلة الأدنى  من الطلاب والذين مازالوا في إمكانية اقرب لتعرضهم لمثل هذه المرحلة وبالنسبة لطلاب الجامعة كبروا وإنما يتحدثون عن ماضٍ
شراكة فاعلة
أيضا  من البرامج الخاصة بحماية الطفولة تم إعداد خطة وطنية لمكافحة العنف ضد الأطفال ولدينا تشريعات كثيرة وهناك أعضاء في مجلس النواب داعمون لكثير من قضايا الطفولة وهناك تشريعات مطروحة تحوي  الكثير من القوانين القادمة ولكن تم إجراء بعض التعديلات فيما يتعلق بقضايا العنف والإساءة وقضايا التهريب وقضايا أطفال الشوارع وتجريم من يقوم بمثل هذه التصرفات وتم أيضا إنشاء - وهذا جانب أساسي-  شبكة لحماية الأطفال وهي شبكة منظمات مجتمع مدني مع قطاع حكومي وهذه كانت شراكة فاعلة وهي تقوم بكثير من البرامج والخطط من اجل التوعية وحماية الطفولة من كثير من المخاطر وبلا شك نحن نؤمن بدور منظمات المجتمع المدني كشريك فاعل في العملية التنموية في المجتمع ولهم دور أساسي يشتركون الآن في الخطط والاستراتيجيات عند إعدادها ويشتركون أيضا في تنفيذ كثير من برامجها ولهم ميزة أخرى في الدور الرقابي على الحكومة في تسيير الخطط والاستراتيجيات
ومن خلال الورشة الخاصة بالإعلاميين سعدنا بوجود خبراء على كفاءة عالية في هذا المجال وفيما يتعلق بالكثير من القضايا التي تترتب على الإساءة للأطفال سواء في مجالات صحية أو اجتماعية بصفة أو الإساءة والآثار السلبية النفسية والى أي مدى لابد أن يكون هناك تشريعات وقوانين في هذا المجال ، بدون شك التجربة في اليمن تجربة جيدة وأثريت  بما تم مناقشته ومداولته في هذه الورشة،و خرجت بنتائج ايجابية وخطة عمل سنستفيد منها في الوزارة ونعدكم أن نضعها ضمن كل خططنا واستراتيجياتنا في هذا الإطار.
منظومة لحماية حقوق الطفل
الدكتور على الشرفي الخبير الوطني في مجال التشريعات القانونية سألناه عن تقييمه لمنظومة التشريعات الوطنية الخاصة بموضوع حماية الطفولة في اليمن وماهية النواقص في هذا الجانب ؟
أجاب بقوله :
تملك اليمن منظومة تتعلق بحماية حقوق الطفل ،بعضها مخصص بهذا الاسم مثل قانون حقوق الطفل وقانون رعاية الأحداث والبعض اشتمل على نصوص تتعلق بشئون الطفولة أو تتجه نحو حماية حقوق الطفل مثل قانون الجرائم والعقوبات وقوانين أخرى  وعندما وقعت بلادنا أو صدقت على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل وصارت بمقتضى هذا التصديق ملتزمة بأحكامها ظهرت أن هناك نواقص في القانون الوطني فيما يتعلق بالنصوص المتعلقة بحقوق الطفل أو أن هناك تعارضاً في بعضها مع أهداف تلك الاتفاقية وكان هناك سعي لفحص النصوص القانونية النافذة في جميع القوانين اليمنية مما له صلة بحقوق الطفل وتحديد أوجه النقص وأوجه التعارض  وشكلت لجنة خبراء كنت فيها الخبير الوطني وعكفنا على دراسة القوانين ذات الصلة بشئون الطفل والقوانين الأخرى التي توجد فيها نصوص تتعلق بشئون الطفل وقرأنا ودرسنا أربعة عشر قانوناً أهمها قانون حقوق الطفل وقانون رعاية الأحداث وقانون العقوبات  واستخرجنا النصوص الواردة في هذه القوانين فيما يتعلق بحقوق الطفل وقيمناها على مقتضى أوجه العدالة المختلفة والتزامات اليمن في مجال حقوق الطفل واستطعنا ان نجري تعديلات على تلك النصوص حتى استقامت واستطعنا أن نضيف نصوصاً جديدة إلى القانون اليمني حيث ما توجد نواقص وألفنا مصفوفة قانونية على هيئة مشروع مقترح يشتمل على 121 مادة بعضها مواد تضاف إلى قانون العقوبات أو أنها تعديل لقانون العقوبات وبعضها مواد تضاف إلى قانون حقوق الطفل أو أنها تعديل لقانون الطفل وبعضها تضاف إلى قانون رعاية الأحداث أو تعديل لنصوص هذا القانون وبعضها تدخل في قوانين أخرى مثل قانون الأحوال الشخصية وقانون العقوبات العسكري وقوانين أخرى وهذه المصفوفة التي وضعت كمشروع لتطوير وتحسين وتهذيب النصوص المتعلقة بحقوق الطفل سلمت إلى مجلس النواب وهي الآن لدى المجلس ووزعت على اللجان المختصة وفي طريقها إلى الإقرار بإذن الله تعالى ويوم أن تقر هذه النصوص وتضاف على القوانين نتوقع عندئذ  أن المنظومة القانونية المتعلقة بحقوق الطفل في اليمن ستكون مكتملة أو على الأقل قريبة من الكمال وتصبح عندئذ في مصاف القوانين الأخرى في الدول المتقدمة فيما يتعلق بحماية حقوق الطفل .
في اعتقادكم كيف يتم التصدي للظواهر التي تنتهك حقوق الأطفال?
اعتقد أن إزالتها يتوقف على ثلاث مسائل المسألة الأولى وجود النصوص القانونية التي تبين حكم هذه الأعمال وهذا ما تم وضعه في مشروع التعديلات التي اشرنا إليها  فقد أمكن وضع باب يضاف إلى قانون العقوبات باسم جرائم استغلال الأطفال فيه نصوص تتعلق بتهريب الأطفال ونصوص تتعلق بمكافحة التسول ونصوص تتعلق باستغلال الأطفال جنسيا هذه النصوص تمثل المستند القانوني لمكافحة هذه الجرائم وهذه المسألة الأولى  والمسالة الثانية حسن تطبيق هذه النصوص من قبل المختصين فينبغي على الجهات المختصة متابعة وتعقب الأعمال التي تقع ضد الأطفال واستقصاؤها وتقديم مقترفيها إلى العدالة ومعاقبتهم وفق تلك النصوص والمسألة الثالثة إشاعة الوعي بخطورة هذه الجرائم وتحفيز الناس لمكافحتها ومواجهتا ومن المناسب أن أقول انه بذلت جهود من قبل وزارة حقوق الإنسان والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة في هذا الاتجاه وشاركت معهم في حملات توعية في مناطق متعددة حتى نبين للناس خطورة تهريب الأطفال وآثارها الضارة على الطفل وعلى الأسرة وعلى المجتمع وألقينا محاضرات في عدد من المناطق في محافظة حجة وفي المهرة وحضرموت وفي مناطق أخرى حيث يظن وجود جرائم تهريب الأطفال وهذه كلها اعتقد أنها يمكن أن تشكل وسيلة مناسبة لردع وكف هذه الجرائم أو على الأقل التقليل من مخاطرها .
الحق والتنمية متلازمان
د . ثائرة شعلان مديرة إدارة البرامج بالمجلس العربي للطفولة والتنمية سألناها  عن دور المجلس العربي للطفولة والتنمية في توسيع قاعدة حماية الطفولة على المستوى العربي وآلياته في هذا الجانب وأجابت بقولها  :
 المجلس العربي للطفولة والتنمية  انشئ في عام  1987م ويشرف برئاسة صاحب السمو  الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز  وتستند رؤيته إلى مبدأ الحقوق كأساس للتنمية وهو إذا  يقرن الطفولة بالتنمية فإننا نؤمن  بأن الحق والتنمية متلازمان كما تستند رؤيته إلى أهمية وحتمية  دور المجتمع المدني من اجل تدخل فعال في مناصرة حقوق الطفل ويعمل المجلس مع الإعلاميين  باعتبارهم شركاء في التنمية وقد عقد المجلس أول ورشة إقليمية للإعلاميين العرب  قبل عدة سنوات في القاهرة  تحت شعار: معا لوقف العنف ضد الأطفال . وانطلقت منها شبكة الإعلاميين لمناهضة العنف ضد الأطفال   وميثاق شرف للشبكة ثم عقدت ورشة أخرى في القاهرة للإعلاميين العراقيين  وأطلقت شبكة الإعلاميين العراقيين لمناهضة العنف ضد الأطفال كجزء من الشبكة العربية والورشة  التي عقدت في صنعاء أواخر شهر مارس الماضي هي الأولى التي تعقد على المستوى الوطني تتبعها سلسلة من الورش التدريبية في عدد من الدول العربية هي الأردن ومصر وقطر ولبنان والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والسودان ومصر وطبعا مصادفة طيبة أن يتم التدريب في اليمن بعد أيام من يوم  الإعلام اليمني الموافق 19 مارس ووجود عيد للإعلام في اليمن إنما يعكس الاهتمام  بالإعلاميين والمؤسسات الإعلامية اليمنية  ونطمح لأن نرى في العام القادم جائزة سنوية لأفضل البرامج التي تحترم حقوق الطفل وتعمل على التوعية بها واعتماد توجه ثابت ومنطلق للنهوض بدور وسائل الإعلام في انتهاج سياسات وتخصيص جوائز ومكافآت تشجيعية لحث الإعلاميين على تناول قضايا الأطفال والتثقيف عليها بالوسائل الفعالة والمناسبة .
المساس بكرامة الأطفال
وحول الآثار المترتبة على العنف ضد الأطفال أضافت قائلة :
لاشك أن العنف ضد الأطفال يمس بكرامتهم الإنسانية ويؤثر على نموهم البدني والفكري والعاطفي والاجتماعي وعلى قدراتهم المستقبلية في التوافق مع المجتمع وقد يؤدي إلى الانحراف والاكتئاب والانتحار ويجعل الأطفال فريسة سهلة وعرضة للانتهاكات لذا من الضروري إيقاف العنف ومن الممكن ايقافه  وللإعلام دور هام ومؤثر في رفع الوعي وتغيير السلوك والاتجاهات ولذا يتحمل الإعلاميون مسؤولية اجتماعية وأخلاقية كبيرة تجاه مجتمعاتهم ولقد تركت الكثير من الدول العربية مهمة التعريف باتفاقية حقوق الطفل التي صادقت جميعا عليها للمجتمع المدني والمنظمات الدولية ومهمة الإعلام هو التعريف بحقوق الطفل وحقيقة أوضاعه في مختلف المجالات وتوعية المجتمع وصناع القرار والمهنيين بحقوق الطفل ومناهضة عقاب الأطفال وكذلك توعية الأسر لتكون وسطا ملائما لنمو الطفل وتقدمه وحمايته ومساندته بالإضافة إلى توعية الأطفال لحماية أنفسهم من مصادر الخطر بالعلامات والدلائل التي تستوجب الحيطة والحذر وبكيفية التوجه إلى طلب المساعدة أو النجدة من أشخاص ومؤسسات ذوي فاعلية متوفرة في المجتمع  فدور الإعلام لا يقل أهمية عن دور المؤسسات التربوية في إعداد وتقديم برامج لتدريب الآباء والأمهات على مهارات الوالدية الفعالة وكيفية حماية الأطفال من العنف كما أن للإعلام دوراً في بيان ورصد واقع العنف ضد الأطفال بمختلف أنواعه  سواء وقع داخل الأسرة أو في المدرسة أو في أماكن رعاية الأطفال الاجتماعية أو أماكن العمل والمجتمع وكذلك بيان واقع العواقب الجسدية والنفسية والاجتماعية للعنف  وبدون أدنى شك أن الإعلام شريك أصيل في التنمية ويجب أن يكون للإعلام دور متميز في تحريك القضايا المعنية بالأطفال وتنشيط الفكر والرأي لتناول قضايا حمايتهم من العنف واستنهاض الهمم والمبادرات في معالجة تلك القضايا ليكون الإعلام نصيراً للأطفال ويقضاً لحقوقهم وحمايتهم والتعاون مع منظمات المجتمع المدني لتضافر الجهود وإحكام دائرة التصدي للعنف ضد الأطفال وتخفيف أثره ومعالجة أسبابه  وطبعا أتمنى أن تكون ورشة الإعلاميين قد حققت أهدافها كما أتمنى لشبكة الإعلاميين اليمنيين لحماية الأطفال من العنف والتي تم إطلاقها في نهاية الورشة كجزء من شبكة الإعلاميين العرب كل النجاح والتوفيق  لخدمة قضايا الطفل وحمايته من العنف وكل أشكال الاستغلال .
 الاهتمام بقضايا التنمية والطفل
ومن جمهورية مصر الشقيقة شاركتنا الأخت إيمان بهاء الدين منسقة وحدة إعلام الطفولة بالمجلس العربي للطفولة والتنمية والتي تحدثت عن تقييمها لمدى استيعاب الوسط الإعلامي في اليمن لقضية العنف ضد الطفل ودوره في حمايتهم من أشكال العنف  قائلة :
  أولا أحب أن أسجل إعجابي وتقديري الشديد لكل الزملاء الإعلاميين اليمنيين الذين شاركوا مؤخرا في ورشة العمل الخاصة بالعنف ضد الأطفال لأنني شعرت بأنهم كانوا على قدرة عالية من الوعي والإدراك والتفهم والحماس والإيمان بالرسالة ونصرت ثقافة مناهضة العنف ضد الأطفال  وطبعا التدريب العملي والنظري الذي حصلوا عليه في الورشة سيكون له بالتأكيد مردود ايجابي سيعمق الإرادة والالتزام لديهم للاهتمام والتعاون من اجل قضايا التنمية بصفة عامة وقضايا حماية حقوق الطفل ومناهضة العنف ضد الأطفال بصفة خاصة
كيف يمكن التعاون بين جميع المنظمات والمؤسسات العربية للحد من ظاهرة العنف ضد الطفولة في مجتمعاتنا العربية ؟
لاشك انك تطرقت لنقطة هامة جدا حول العنف لأن ثقافة مناهضة العنف ضد الأطفال في عالمنا العربي تعتريها كثير من الصعوبات والتحديات التي تحتاج منا جميعا إلى تكاتف من اجل كسر حاجز الصمت تجاه مجموعة من القضايا التي كانت لفترة طويلة لا يسمح بأن نتحدث فيها أو نعتبر أن الكثير من القضايا المرتبطة بالعنف مرتبطة بثقافتنا  كمسألة الضرب للأطفال وسيلة تأديب وتنشئة داخل الأسرة او المدرسة  واعتقد أن  هذه التحديات بدأت تزيد والإعلام هو عامل أساسي وناجح في مواجهتها ولاشك بأننا محتاجون للمزيد من الشفافية والصراحة في تناول كثير من القضايا التي تحتاج الى معالجة حتى نحقق النجاح في معالجتها  ومن هنا احيي الإعلام اليمني والإعلام العربي الذي تناول الكثير من القضايا التي لم يكن يتم التطرق لها في فترات سابقة مثل قضايا التحرش الجنسي والاغتصاب وزواج الصغيرات والاتجار بالأطفال وغيرها من القضايا المرتبطة بالعنف ضد الأطفال وطبعا بالنسبة لي أعول بشكل كبير على الإعلام في الفترة القادمة لمواجهة المزيد من هذه التحديات التي يصطدم بها واقعنا العربي ونحتاج إلى قوالب جديدة وأشكال جديدة من الرسائل الإعلامية تستطيع أن تحقق التوعية وتصل إلى الفئات التي من المفترض أن نصل إليها من القاعدة الجماهيرية  العريضة من الجمهور في الدول العربية .
كيف تقيمين مسيرة المجلس العربي للطفولة والتنمية منذ تأسيسه إلى اليوم ؟
طبعاً المجلس العربي للطفولة والتنمية منظمة إقليمية تعمل على المستوى الإقليمي  وليست مؤسسة تنفيذية وهي تحاول منذ أكثر من عشرين عاما أن تعمل في هذا المجال لكن المجلس العربي بمفرده لا يمكن أن يحقق شيئاً وهو يحتاج إلى تكاتف جهود مؤسسات على مختلف المستويات وعلى مختلف القطاعات ومع جميع شركائه من المجالس العليا واللجان الوطنية والمؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والإعلام سنستطيع أن نصنع شيئاً ونغير في واقع العنف ضد الطفولة.
سنعمل بروح الفريق الواحد
كما التقينا في ختام هذا الاستطلاع  بالأخ الأستاذ عزيز عبد المجيد المنسق العام لشبكة الإعلاميين لمناهضة العنف ضد الأطفال في اليمن وقد سألناه عن تقييمه لبرامج التدريب للإعلاميين اليمنيين حول قضايا مناهضة العنف ضد الأطفال وماهية المهام الماثلة أمام شبكة الإعلاميين اليمنيين لمواجهة العنف  في الفترة القادمة فرد قائلاً:
 أولا: الدورة وبرامج التدريب فيها نجحت بشكل تام وحققت الهدف المنشود وقد تجلى ذلك من خلال التطبيقات العملية بالإضافة إلى أنها كانت دورة تخصصية ومهنية عملت على تنمية معارف الاعلاميين فيما يتعلق بحماية الأطفال من العنف وبالنسبة لنا في الشبكة بعد أن تمت الانتخابات وتم تشكيل هذه الشبكة سنبدأ بإعداد اللوائح الداخلية والمهام وسنتواصل مع المجلس العربي للطفولة والتنمية وشبكات الإعلاميين العرب ومن ثم سيتم اطلاعكم أولا بأول على أي معلومات توجد لدينا في الشبكة أو أي بيانات أخرى مرتبطة بالعضوية والتواصل وسنعمل على إيجاد شبكة إعلامية للإعلاميين اليمنيين فاعلة ومؤثرة في مجال حماية الطفولة وسنعمل بإذن الله بروح الفريق الواحد من اجل كل الأهداف النبيلة في المجتمع وأولها  مناهضة العنف ضد الطفولة ؛ نظرا لما تمثله هذه المشكلة من خطورة وآثار مدمرة على مستقبل الطفولة وتنذر بأخطار في المستقبل لهذا نحن نؤمن بضرورة توعية المجتمع بكل الآثار الخطيرة ضدهم وضرورة رعايتهم وتنمية قدراتهم الفكرية المختلفة ؛ لأنهم يمثلون سياجاً قوياً لحماية المستقبل .
http://www.algomhoriah.net/newsweekarticle.php?sid=107298